[size=12]◄◄ أحمد عز والتوريث والاجتماع بالكبار أكثر من المواطن وتدمير الأحلام القومية والتصريحات الوردية والإصرار على قانون الطوارئ وتزوير الانتخابات أهم خطايا النظام فى 30 عاماً
ألف شكر للرئيس، وزد عليها ألفاً أخرى من الشكر الحار له وللسيدين جمال مبارك وتابعه القصير أحمد عز.. والشكر هنا ليس بديلا عن مبلغ مكافأة نهاية الخدمة، لأنهم سبق أن حصلوا عليه فى شكل ثروات مكدسة وأرصدة هاربة سنظل ننادى عليها فى ميكروفونات البنوك والمحاكم الأجنبية حتى تعود إلى أحضان أصحابها المقتنعين بأن مال الوطن حلال وعمره مايضيع أبداً، وإن ضاع فإن الله يرزق الوطن بخير منه، مثلما يحدث فى مصر الآن، فهل كانت السماء سترزقنا بتلك الثورة وهذه الانتفاضة الطاهرة من أطماع السلطة إلا كنوع من التعويض لمال الدولة الحلال الذى سافر إلى الحسابات السرية.
الشكر الموجه للرئيس وللسيدين جمال مبارك وأحمد عز شكر خالص وخاص لهذا الثلاثى الذى منح مصر أول ثورة شعبية فى تاريخها، ألف شكر ياسيادة الرئيس، ومثلها ألف أخرى لنجلك جمال مبارك، وصديقه أحمد عز على كل تلك الأخطاء وكل تلك الكوارث التى ارتكبتموها فى حق مصر وشعبها، ألف شكر على كل هذه الأخطاء التى أثقلتم بها كاهلنا، وضغطتم بها على مراوحنا، وملأتم بها صدورنا، حتى ضاقت وانفجرت فى وجوهكم، ألف شكر على كل هذا الغرور والتكبر الذى أوصلنا إلى الحافة، ودفعنا لأن نقفز من فوقها غير مبالين بأى نار توجد فى القاع، طالما كانت الغاية كرامتنا، ألف شكر «بجد» لأنكم لم تضعونا فى اعتباركم وهمشتمونا، وتعاملتم مع مطالبنا بسخرية، وخنقتمونا حتى انتفضنا وانفجرنا ونزلنا إلى الشوارع نصرخ ونهتف، بعد أن حطمنا تلك اللوحة القائلة بأن الصبر مفتاح الفرج التى جعلتم من وضعها خلف مكاتب آبائنا من الموظفين عادة وعبادة..
دعنا نكن منصفين يا صديقى ونعترف بحق هذا النظام فى تلك الثورة الشابة التى تتمركز فى ميدان التحرير، فلولا أخطاء نظام الرئيس مبارك ماكانت ثورة التحرير، وماكان الشعب المصرى امتلك ولأول مرة فى تاريخه ثورة شعبية، هو صانعها وقائدها، وليس مشاهدا لها أو مشجعا كما حدث فى يوليو 1952، أخطأ الرئيس وأخطأ رجاله، وتأففوا دوما من فكرة الاعتذار، وكأن الشعب الذى أحرقوه قى القطارات، وأغرقوه فى العبارات، وسمموه بمياه المجارى والمبيدات المسرطنة، وعذبوه فى السجون، وأفسدوا عقول صغاره قبل كباره، ووضعوه فى ذيل الأمم، بعد أن كان الرأس، لا يستحق منهم اعتذاراً أو حتى تفسيراً.
ولأن تاريخ الرئيس مبارك معنا طويل، فكان طبيعياً أن تتعدد أخطاؤه وتتكرر بعد أن شطب الشعب من حساباته، ولأن لكل شعب طاقة، ولكل وعاء مساحة إن امتلأت فاض وأصاب فيضه ما حوله، كان طبيعياً أن يفيض الكيل بالشعب المصرى، خاصة بعد السنوات العشر الأخيرة التى تصدر فيها جمال مبارك وأحمد عز المشهد، وبدأوا فى التعامل مع مصر على أنها عزبة خاصة؛ فجاءت أخطاؤهم فجة وقاسية ومفجرة للغضب، ويمكنك أن ترى بنفسك مدى بشاعتها فى قائمة الأخطاء التالية التى أعلم أن لديك ضعفها يمكنك أن تقوم بتسميعه كما يقوم التلميذ بسرد جدول الضرب وأرقامه..
1 - إطلاق عصر التصريحات الوردية
إذا كان العالم قد عرف الكهرباء فى القرن الثامن عشر، فلابد أن تثبت كتب التاريخ أن العالم قد عرف مصطلح التصريح الوردى فى عهد نظام الرئيس مبارك، وهل يوجد أحد فى الدنيا يطلق تصريحات عن المستوى الاقتصادى والسياسى فى مصر، وكأنه يخطب فى شعب سويسرا؟، ففى عز أيام طوابير الغاز والعيش يخرج الوزراء ليؤكدوا على أن الأنابيب ببلاش، والعيش يباع على الأرصفة ولا يجد مشترياً، وفى عز الكلام عن خط الفقر الذى أصبح فوق رؤوس نصف الشعب المصرى، يخرج وزير ليحدثك عن السيارات والشاليهات والموبايلات التى تدل على الرخاء والنماء.
فى عهد مبارك لا يوجد وزير ولا مسؤول ينذرك بتصريح وحش، الكل يدلى بتصريحات لونها بمبى على المنصة، وحينما تباغته بصورة للواقع الأسود يقولك بكل بجاحة: دى مفبركة، حتى الرئيس مبارك نفسه يلعب تلك اللعبة، يطلق تصريحات وكأنه يتحدث عن الشعب السويسرى، ويطلق الوعود وكأنه يتخيل أن الشعب لم يتعلم مما سبق وتم الوعد به ولم يتحقق، الرئيس فى بداية حكمه قال فى تصريح لجريدة مايو «أنا أكره الظلم ولا أقبل أن يظلم أحد» وقال فى تصريح آخر للنيويورك تايمز: «لابد أن نطبق القوانين بحذافيرها.. ولن نتهاون مع أى مخطئ، ولن نتسامح مع أى ضرب من ضروب التسيب والانحراف، ولن ندع أى متاجر بقوت الشعب يفلت من الملاحقة والعقاب، ولن يكون للمحسوبية أى مكان». وقال للتليفزيون المكسيكى بعد توليه الرئاسة بعشرة أيام: «لقد تعودت طوال حياتى أن أكون على صلة بالشعب، سواء من أعرفهم أو لا أعرفهم، وإذا ما طلب أى شخص مقابلتى ليشكو من شىء أو ليقول شيئاً، فإننى أنصت إليه»، وقال فى مجلة أكتوبر سنة 1981: «أعلنها بوضوح: لن يكون هناك مداراة على أى لون من ألوان الانحراف مهما كان بسيطاً، لأن الأمور تتفاقم بالمداراة أو السكوت، لن أقبل الوساطة، وسوف أطاردها فى كل موقع».
وقال فى جريدة مايو فى أول حوار له بعد تولى الرئاسة: «قد لا يعرف الكثيرون أننى لا أحب المناصب الكبيرة ولا شىء يثير غضبى أكثر من محاولة البعض استغلال علاقة النسب أو القرب بمسؤول للحصول على ما لا حق له فيه». وقال أيضاً فى حوار مجلة أكتوبر سنة 1981: «هل أبنى قصراً؟ لست من هواة القصور وأكرر مرة أخرى إننى لن أرحم أحداً يمد يده حتى ولو كان أقرب الأقرباء إلى نفسى، لأن مصر ليست ضيعة لحاكمها، كنت أنا هذا الحاكم أو كان غيرى، مصر ملك للذين يعرقون من أبنائها».. كل هذا قاله الرئيس وكل هذا لم ير المصريون منه أى شىء على أرض الواقع، بل وجدنا ما هو على النقيض منه تماماً وحرفياً، وكأن الرئيس أدلى بتلك الحوارات والتصريحات بالمقلوب، فهل هناك ما يغضب شعبا أكثر من أن يتمادى حاكمه فى إطلاق الوعود وعدم تنفيذها.
2 - أحمد عز
سيظل هذا الرجل هو غلطة الرئيس مبارك الكبرى، من المؤكد أن الرئيس يجلس الآن نادماً على كل تلك الأبواب التى فتحها أمام أحمد عز ليصول، ويجول، ويفسد، ويملأ صدور المصريين بالغضب والحنق تجاه الحزب الوطنى والنظام، من المؤكد أن الرئيس يجلس الآن معاتباً نجله جمال على تلك الهدية غير السعيدة التى أهداها إليه فى أوائل الألفية الجديدة، لا شىء ساهم فى إشعال شرارة ثورة 25 يناير أكثر مما شهدته الانتخابات البرلمانية الأخيرة من تزوير وفساد وبلطجة، خطط لها أحمد عز، ثم خرج على الفضائيات ليفخر بتلك الخطط، ويسخر من المعارضين ومن المصريين ككل، ولا يوجد شخص فى السنوات العشر الأخيرة استفز الشعب المصرى أكثر من إمبراطور الحديد الذى أقحم النظام فى معارك عديدة مع المعارضة، بل وقسم الحزب الوطنى على نفسه، بل وأثار حفيظة المواطن العادى فى منزله، وهو يراه يتحكم فى البرلمان بالإشارة ورسائل المحمول، ويشاهد تضخم ثروته وتحكمه فى أسعار الحديد.
3 - جمال مبارك
لو كان الرئيس مبارك مهتما بقياس شعبيته ومعرفة مدى رضا الشعب المصرى عنه، لأدرك على الفور أن منحنى التأييد الشعبى أخذ فى النزول مع ظهور فكرة التوريث، وصعود نجم جمال مبارك وسيطرته على الحزب الوطنى، تلك الفكرة وضعت فى قلب المواطن المصرى إحساسا بأن الرئيس مبارك يتعامل مع الوطن وكأنه عزبة خاصة أو ضيعة خاصة يصرف أمورها كما يشاء دون وضع الشعب فى الاعتبار، أضف إلى ذلك أن تلك الفكرة وضعت فى قلب المواطن المصرى إحساسا آخر، بأنه أصبح ضمن تركة الرئيس يورثها لمن يشاء، وهو أمر أثار حفيظة المصريين وأزعج كرامتهم، خاصة حينما تضيف إليه حالة الغطرسة التى تعامل بها جمال مبارك وحرسه الجديد مع الشعب.
4 - الوجوه القديمة
أنا واحد من أبناء هذا الجيل الذى ولد فى عهد الرئيس مبارك، وعاش طفولته وشبابه وهو لا يرى فوق سبورة الفصل سوى صورة السيد الرئيس، وفى الصفحات الأولى للصحف سوى صورة مجموعة مكررة ومحددة للمسؤولين بداية من الدكتور زكريا عزمى، ويوسف والى، وسرور، وانتهاءً بفاروق حسنى، والعادلى، وغيرهم، لم يدرك الرئيس أن هذا الأمر ينشر الملل، والملل يولد الإحباط، والإحباط هو المغذى الرئيسى لفكرة الغضب، خاصة أن الكلام بقى هو هو، والتصريحات بقيت كما هى، ولم يستجب الرئيس ولو لمرة واحدة لفكرة تغيير بعض هذه الوجوه، لكى تواكب تطلعات ومتطلبات الأجيال الجديدة، التى كان أول مطالب ثورتها، التخلص من هذه الوجوه قبل التخلص من الرئيس نفسه.
5 - التكبر والتأخر فى الاستجابة
النظام السياسى - أى نظام - مهما تجبر وطغى، ومهما زينت صور رئيسه الميادين وسيطرت وسائل إعلامه على العقول، سيأتى يوم ويشهد الناس سقوطه، خاصة حينما يؤمن رئيسه ورجاله أن «مناخيرهم» أعلى من الناس، إن الناس طالبوهم وتوسلوا إليهم لتحقيق المطالب، استمروا فى طغيانهم، وإن هتف الناس ضدهم وشتموهم، «صدروا لهم الطرشة»، وردوا على هتافهم ومطالبهم بصمت يغلفه الكثير من الاستعلاء.
الاستعلاء هو سر الغضب الأكبر، فالمصريون دوما لا يحبون الحكومات التى لا تحترم كرامتهم، أو تدوس على عزة أنفسهم، ولا يحبون الحكام الذين يتعاملون معهم بمنطق اخبطوا دماغكم فى الحيط، فلن أخرج لأجيبكم، أو أرد على مطالبكم إلا حينما أريد أنا ذلك، مثلما فعل الرئيس ورجاله ووزراؤه فى 25 يناير والأيام التالية له، وخصوصاً يوم جمعة الغضب الذى اشتعلت فيه مصر، ومع ذلك لم يخرج الرئيس إلا فى منتصف ليله، بعد أن ضاعت كل فرص التهدئة، هذه هى خطيئة النظام الكبرى، لم يفهم أهل المحروسة، ولم يكلف نفسه عناء الرد أو حتى الاستجابة إلى بعض من رغبات الناس، بل على العكس تماما أخفوا خوفهم واستعلاءهم خلف اتهامات التخريب، والشباب المضحوك عليه، وتلك الاسطوانة المشروخة التى لم يعد أحد يصدقها.
6 - معايرة الشعب بإنجازات الحكومة
كلما انتفض الناس واشتكوا من قلة الأجور وارتفاع الأسعار، يخرج كل مسؤول ويرفع مناخيره لأعلى ويقول للناس: احمدوا ربنا إن مصر فيها طرق وصرف صحى وكبارى، وكأن الدولة تتفضل علينا بأكذوبة البنية التحتية التى تنهار بعد شهر من افتتاحها، ومحور صفط، بل وطريق محور يوليو نفسه خير شاهد على ذلك.
كلما شكا الناس فى مصر، يرد عليهم الرئيس ورجاله بصور للضربة الجوية، وأوبريت عن المستقبل الملون وصور لمستشفيات جميلة فى عدسة الكاميرا، ولكنها بلا أسرة، ولا تقبل سوى من يدفع كاش، والموت إهمالا داخلها أكثر من الموت القادم على يد عزرائيل، كلما شكا الناس فعلوا ذلك، ويأتون بصور مصر من 30 سنة ويقولون انظروا كيف كان البلد، وكيف خلقه مبارك من جديد؟، ويعددون الكبارى والطرق ومواسير الصرف الصحى، وكأنهم يعايرون مصر بما هو واجب عليهم فعله، ولم يفعلوا منه سوى القليل أو أقل القليل إن شئنا الدقة.
7 - قانون الطوارئ
كل عامين يأتى الموعد السنوى لتجديد قانون الطوارئ، وتخرج مصر إلى الشارع لتقول «لا للطوارئ» ومع ذلك يصر الرئيس ونظامه ومجلس شعبه على مخالفة رأى الشعب وتمديد القانون وكأن شعبا بأكمله لم يعترض، قانون الطوارئ ربما يكون هو سبب الغضب الأكبر، فعلى أساسه تتم الاعتقالات، وعمليات التعذيب، ويشعر المواطن المصرى دائما بأنه تحت رحمة جزمة البيه الضابط.
8 - تجفيف منابع المعارضة
لو أن فى النظام الحاكم رجلا رشيدا، لكان نصح الرئيس بأن يترك العنان للأحزاب السياسية لكى تكبر وتكبر؛ حتى يكون لها قوة يمكن الاستناد إليها للحفاظ على الشرعية الدستورية فى مصر، ومواجهة الإخوان المسلمين، وأى تيار آخر يرى فيه النظام خطراً على الوطن، كما يقول دائماً، ولكن ماحدث كان العكس تماماً، أطلق الرئيس يد أجهزة الأمن لكى تخرب الأحزاب، ومنع ظهور أحزاب قوية بدافع الخوف من انتشاره فى الشارع، فأصبحت مصر خاوية على عروشها من أى معارضة حقيقية، فتفرقت المجموعة الغاضبة على الجماعات الدينية والتنظيمات التى لا تحظى بالشرعية السياسية؛ وبالتالى لم يعد للنظام وللأحزاب قدرة السيطرة عليها، كما يحدث الآن فى ميدان التحرير.
9 - التمديد
وعد الرئيس فى أكثر من مرة بأنه سيترك الرئاسة بعد انتهاء مدته الحالية، وهذا الوعد يتكرر منذ المدة الرئاسية الأولى، ومع ذلك لم يتم تنفيذه، هذا البقاء لم تلازمه حالة من التقدم أو الإصلاح، تتوافق مع أحلام وأمانى الناس فى الشوارع، وأمام إصرار الرئيس على البقاء، ظهر عناد الشعب فى تلك الهتافات التى تعتبر الآن رحيل الرئيس ثأرا شخصياً، من 30 سنة مدد الرئيس كل خمسة منها بخدعة معينة، سقط الناس فى فخها.
10 - حبيب العادلى
ليس حبيب العادلى فقط، بل أغلب وزراء داخلية الرئيس مبارك، كانوا عبارة عن أخطاء ساهمت فى إغضاب الناس، ولكن يبقى حبيب العادلى خاصة، بسبب ما شهدته سجونه من عمليات تعذيب مفضوحة ومكشوفة، وبسبب حملات الاعتقال التى لا تنتهى، وبسبب غطرسة ضباط وزارة داخليته، وأخيراً بسبب موقف أجهزته الأمنية من أيام الغضب، وفشله فى توقع ما سيحدث أو إيقافه، واستعمال العنف المفرط ثم الانسحاب، ويتضح مما حدث فى الأقسام من حرق، مدى غضب الناس من الداخلية التى جعلوا منها رمزاً لانتقام الشعب من النظام السياسى بأكمله.
11 - الشهادة على عقد قران المال والسلطة
السنوات العشر الأخيرة، شهدت أبرز أخطاء الرئيس وأكثرها استفزازاً وإزعاجاً للناس، ألا وهى فتح باب السياسة أمام رجال الأعمال، وهو الأمر الذى ظهر بفجاجة فى حكومة رجال الأعمال الأخيرة، وفى سيطرة رجال الأعمال على الحزب الوطنى، وبسببه ظهرت أولى عمليات تزاوج السلطة والمال، وبدأ الناس يقرأون عن نوع جديد من الفساد والسرقة تحميه السلطة.
12 - الإصرار على أن الإخوان جماعة محظورة
هل يوجد خطأ أكبر من أن يحاول أحدهم إقناع الناس بأن الشمس لا تظهر فى أغسطس؟ هذا ما حاول النظام أن يفعله مع جماعة الإخوان المسلمين، يصر على أنها قلة مندسة، وجماعة محظورة، بينما الناس يشاهدون ملصقات الإخوان ورجالهم فى كل شارع، يصر على أنها جماعة ضعيفة ولا وجود لها، بينما رأى العالم كله أن للجماعة 88 نائبا برلمانيا فى انتخابات 2005، فجر النظام فى خصومته مع الإخوان، واعتقل وضرب وعذب وضيق الخناق عليهم، ولذلك امتلأ صدر الإخوان ضد النظام، وانقطعت حبال الود، وحينما احتاجت الدولة للحوار معهم ها هى تتوسلهم.
13 - حرية التعبير
فى عهد الرئيس مبارك لم يقصف قلم، ذلك هو الشعار الشهير لرجال الحكومة، ومع ذلك دخل مجدى حسين السجن، وحكم على أكثر من صحفى بالسجن، وإن لم تنفذ الأحكام، وضرب عبدالحليم قنديل، ومنع حمدى قنديل من الظهور على شاشة الفضائيات، ووقف الأمن حائلاً دون إصدار العديد من الصحف، وضيق الخناق على الكثير من الفضائيات، حتى وجد الناس أنفسهم فريسة لفضائيات أجنبية تعبث بهم، وفضائيات داخلية لا تجيد الحديث معهم.
14 - التوزيع غير العادل للثورة
فى عهد الرئيس مبارك اتسعت الفجوة بين من هم فوق ومن هم تحت، ففى الوقت الذى يدفع فيه هشام طلعت مصطفى الملايين من أجل مطربة نصف مغمورة، يقف الناس طوابير للحصول على رغيف عيش، وفى الوقت الذى يحصل فيه رؤساء مجالس الإدارات على رواتب وبدلات تتخطى الملايين، لا يجد الموظف البسيط فى جيبه أكثر من 300 جنيه، فهل هناك ما يبعث على الغضب أكثر من ذلك؟
15 - تحويل البرلمان إلى مقلة لب
فى عهد الرئيس مبارك، شاهدنا لأول مرة وحصرياً صوراً لوزراء ونواب «بيقزقزوا لب» داخل المجلس أثناء مناقشة قوانين وتشريعات هامة، فى عهد الرئيس دخل البرلمان تجار المخدرات، ونواب القروض، والهاربون من التجنيد، وسيدات الكوتة اللاتى لا يفقهن شيئاً فى السياسة، ولا حتى الطبيخ.
16 - ازدهار عصر البلطجة
قبل عصر الرئيس مبارك لم نجد بطلجياً يتحكم فى صندوق انتخابات، ولم نعرف أن للبلطجى دوراً سياسياً، مثلما عرفنا على يد أحمد عز ووزير الداخلية.. عز حول البلطجية إلى أدوات مساعدة فى تزوير الانتخابات، والعادلى جعل منهم ظهيراً خلفياً يقوم بعمليات وزارة الداخلية القذرة.
17 - مذبحة القطاع العام
مليارات الجنيهات ضاعت على البلد بسبب الخصخصة، ذلك المفهوم الذى يحاول أن يجعل من حقيقة نهب القطاع العام مفهوماً محترماً، مئات الشركات الرابحة بيعت بأسعار بخسة لمستثمرين دون قيود أو شروط تضمن حق البلد والعمال، وبسببها تم تشريد آلاف العمال الذين تحولوا فيما بعد إلى قنبلة موقوتة انفجرت بشدة فى 6 أبريل 2008 فى المحلة، وأزعجت النظام فى 2010 على رصيف البرلمان، ثم توهجت وساهمت فى إشعال الثورة يوم 25 يناير.
18 - وضع مصر بكيانها وتاريخها فى مقارنة مع دويلات صغيرة
لم يقم أحد بإهانة مصر مثلما فعل النظام السياسى، حينما وضع هذا الوطن بتاريخه العظيم فى مقارنة مع دويلة صغيرة مثل قطر وأشاع بين الناس أنها تسعى لخطف دورها الإقليمى، هل هناك شىء آخر يتسبب فى إشعال ثورة أكثر من أن يضع شخص وطنك فى مقارنة مع محطة فضائية؟.
19 - سرقة أراضى الدولة
لم يحدث فى تاريخ العالم أن يحصل الناس على أراضى الدولة بربع جنيه للمتر، ويقوم ببيعها بعد أسبوع أو شهر مقابل عشرة آلاف جنيه للمتر.. لم يحدث هذا إلا فى مصر، وعلى يد حكومة الحزب الوطنى والرئيس نفسه، فهل هناك مبرر لأن يحصل هشام طلعت مصطفى على أرض مدينتى بالملاليم ويبيعها بالملايين، هل هناك مبرر لأن يحصل رجال الأعمال على آلاف الأفدنة على الصحراوى، وتحويلها لمنتجعات بينما سكان الدويقة تحت رحمة العشوائيات وصخور المقطم الغادرة.
20 - إعلاء قيمة الكوابيس على حساب الحلم القومى
لم ينجح الرئيس فى خلق حلم قومى أو مشروع قومى يلتف حوله أهالى مصر، حتى مشروع توشكى الذى سماه بذلك، اكتشفنا فساده وفشله قبل أن نجنى ثماره، لم يخلق الرئيس حلماً قومياً تتجمع حوله قوى الوطن إلا أثناء بطولات الأمم الأفريقية، لم يخلق الرئيس حلما قوميا فوقعت مصر فريسة الكوابيس.. كوابيس خسارة دورنا الإقليمى والريادة فى المنطقة العربية، وكوابيس الفقر والجهل والمرض والضياع.. وهل هناك شىء يخلق غضبا وفوضى أكثر من الضياع؟.
[/size]