سلسلة حلقات دورية لكيفية صياغة بند التحكيم

مقدمة :-
إن مسألة حلّ النزاعات عن طريق التحكيم هي ميزة بارزة للمشهد القانوني حول العالم. فوراء كل عمليّة تحكيم في كل قضيّة تقريبا يكمن الاتفاق على التحكيم الذي من خلاله يعبّر الأطراف ليس فقط عن رغبتهم في حلّ النزاع القائم بينهم عن طريق التحكيم، وإنما أيضاً عن أوجه العمليّة التي يرغبون بإتباعها. وعلى ضوء هذا، يكون ضمان صياغة بند تحكيمي فعّال يعكس احتياجات الأطراف ورغباتهم خطوة أساسية في هذه العملية.
صممّت إرشادات للمساعدة في صياغة بنود تحكيم فعاّلة تتضمّن رغبات الأطراف بشكل واضح لا لبس فيه. فهذه الإرشادات تعكس فهمنا واستيعابنا لأفضل الممارسات الدولية الحالية كما أنها تؤمّن إطار عمل مناسب وأحكام تفصيلية لصائغي بنود التحكيم الدولية. من دون السعي لتقييد حرية الأطراف في تضمين البنود أية تفاصيل يرغبون بها، فقد صممّت هذه الإرشادات لضمان إدراك الأطراف ماهية عناصر البند الفعّال وما هي الميزات المتاحة لهم للتقرير حولها مسبقاً. إن هذه إلارشادات توفر للأطراف المعرفة حول الخيارات المتوفّرة لهم والمخاطر التي عليهم تجنّبها.
وتعالج إلارشادات بعض مشاكل الصياغة الأكثر تعقيداً والتي تظهر عندما يتخطّى اتفاق التحكيم الترتيب النموذجي بين طرفين وعندما يكون بين أطراف متعددّة و/أو سلسلة من الاتفاقات التعاقدية ذات الصلة أو العلاقة. وبالنتيجة، فإن هذه إلارشادات قابلة للتطبيق ومناسبة ليس فقط لبنود تحكيم واضحة وبسيطة بل أنها مناسبة لبنود أكثر تعقيداً ولكافة البنود التي تقع درجة تعقيدها بين الاثنين.
فقد وضعت هذه إلارشادات بطريقة تسهّل عملية استخدامها. فهي لا تتناول فقط الإرشادات الأساسية المتعلّقة بالعناصر الضرورية لصياغة بند التحكيم بل إنها تعالج أيضاً في الأقسام اللاحقة تلك الجوانب التي تعتبر "إضافات اختيارية". كما أنها تتناول بنود تحكيم ذات الطبيعة المتعددة خاصة بحلّ النزاعات بين أطراف متعددّة وبنود تحكيم خاصة بالمعاملات التي تتضمّن عدّة عقود. وهناك بياناً خاصاً بكل إرشاد من هذه الإرشادات ملحقاً به ملاحظات تفسيرية ويتضمن توصية ببنود محددة .
إن هذه إلارشادات تختلف عن القواعد والإرشادات الأخرى ، من حيث أنها طورت ليس فقط لتكون عوناً للمتخصصين في التحكيم، بل أيضاً وبشكل خاص للمستشارين المقيمين والمحامين المختصّين بالشؤون التجارية والذين يساهمون عادةً في صياغة العقود إلا أنهم غير ملمين بتعقيدات عملية التحكيم.
فبهذه الإرشادات احاول ان اساهم في تحقيق ما نأمل أن يكون خطوة كبيرة إلى الأمام في إطار تحسين مستقبل التحكيم على أن يصبح أكثر فعّالية، لا بل يمثّل بشكل دقيق وكامل رغبة الأطراف وموافقتهم على إحالة نزاعاتهم للتحكيم.لقد تبنّيت إرشادات نقابة المحامين الدولية حول صياغة بنود التحكيم .