صلاح الدين الأيوبي يتولي حكم مصر
بعد تعيينه بشهرين وزيراً علي مصر توفي أسد الدين شيركوه و خلفه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي علي وزارة مصر في 26 مارس عام 1169م وكان عمر صلاح الدين وقتها لا يزيد عن اثنين و ثلاثين عاماً.
من الآن فصاعداً انتقل مركز القوي للعالم الاسلامي إلي مصر و استمر فيها إلي أن هزم العثمانيون الأتراك سلاطين المماليك و نقلوا هذا المركز إلي اسطنبول بعد 350 سنة.
أرسل نور الدين محمود إلي صلاح الدين يأمره أن يقوم بتحويل البلاد إلي المذهب السني و الدعاء للخليفة العباسي في خطبة الجمعة بدلاً من الخليفة الفاطمي، و لكن صلاح الدين استمهله حتي يتوفي الخليفة العاضد المشرف علي الموت.
و لكن نور الدين رفض التأجيل و خشي أن يكون صلاح الدين يماطل فهدده أنه سوف يسير إليه بحملة ، و ارسل إماماً سنياً من الموصل إلي مصر في 10 سبتمبر 1171 و اعتلي المنبر في مسجد القاهرة و دعي إلي الخليفة العباسي بدلاً من الخليفة الفاطمي.
بعد ذلك أمر صلاح الدين بالدعاء للخليفة العباسي في خطبة الجمعة ، و لكنه أخفي ذلك عن الخليفة الفاطمي العاضد و قال " دعوه يموت في سلام "
توفي الخليفة العاضد في 10 محرم عام 567 هج. / 1171 م وهو الخليفة الفاطمي الرابع عشر و آخر الخلفاء الفاطميين و انتهت بموته الخلافة الفاطمية في مصر التي استمرت حوالي 200 عام .
تولي صلاح الدين حكم مصر منفرداً بعد وفاة الخليفة العاضد و لقب بالسلطان الناصر صلاح الدين و حكم مصر 22 عاماً تقربياً.
بعد تولي صلاح الدين حكم مصر منفرداً طلب منه نور الدين محمود أن ينضم إليه في هجومه الكبير علي الكرك ، و لكن صلاح الدين لم يكن في عجلة من أمره و أراد أن يرتب أموره الداخلية أولاً فأعتذر عن المشاركة في الهجوم و تعلل بمرض والده.
كان علي صلاح الدين أن يتصدي أولاً للفتن الداخلية التي كانت تحاك ضد دولته الوليدة ، و منها محاولة بعض الشيعة العلويين إعادة الخلافة الفاطمية الشيعية و منهم عمارة اليمني شاعر الفاطميين ، فتآمروا ضد صلاح الدين و اتصلوا بملك صقلية النورماندي و دفعوا إليه بالأموال ليهاجم الشواطئ المصرية بسفنه ، حتي إذا خرج صلاح الدين من القاهرة ليتصدي لهجومه يقوم المتآمرون بالوثوب علي بقية جنده في القاهرة و يعيدوا الخلافة الفاطمية. و لكن صلاح الدين علم بمؤامرتهم فبعث بمدد للحامية العسكرية في الاسكندية لبصد الهجوم الصليبي و قبض علي مدبرى الإنقلاب و أعدمهم و منهم عمارة اليمني.